سوسيولوجيا الانسان الداعشي

من خلال تحليلي المتواضع لسوسيولوجيا الانسان الداعشي و فكره بغض النظر عن منابع دلك الفكر . اثار انتباهي سعي هدا التنظيم الى تاسيس دولة الخلافة الاسلامية , هنا نرى مستوى التخلف العميق الدي يعيشه هدا الكائن العجيب , ففي مرحلة اصبح فيها العالم كله عبارة عن قرية كونية تختلف فيها العادات و التقاليد و اللغات و الاجناس و الاديان , وكلها انصهرت على اساس انساني مصلحي واضعين في سلة مهملات التاريخ كل ما من شانه ان يقف امام هدا التوحد الابدي الدي اصبح ضرورة حتمية لبقاء العنصر البشري, واضعين لذلك اسس دول وطنية يكون فيها الولاء للارض و للانسان فقط . محققين بذلك طفرة جينية في طريق التطور البشري عن الكائن الداعشي و من والاه الدي يحمل في فكره الوطن الدين او الوطن الطائفة او الوطن العنصر اي الوطن الاسلام كما يرونه . الوطن الدي لا حدود له فاينما يعيش مسلم فتمة بلاد المسلمين انطلاقا من ان الارض لله و هم و لا احد غيرهم خلفائه و ورثته فيها , و من واجب كل بلاد العالم ان تستقيم لامرهم و تتاسلم كي تسلم و يدفع غير المسلمين الجزية عن يد و هم صاغرون.
نعم انه الوطن الاسلام كما يرونه حيث يكون فيه المواطنون الرعاع و الرعايا اما اهل الله او اهل ذمة او موالي ....
المهم هو ان يكونوا نسخا كربونية متشابهة في الزي و الطقوس و السلوك و طريقة الكلام و التحية و حتى طريقة دخول بيت الخلاء و النكاح ...الخ كل هدا كي يظل الوطن الاسلام كما يرونه متماسكا لمواجهة الاعداء الكثر و المتامرين عليه من كل بقعة في الكون.
وكانهم لا يرون ان فكرهم المجتمعي البدائي هدا اصبح متجاوزا مع وجود قوانين حقوقية تظمن حق الاختلاف كشرط اساسي لضمان التماسك المجتمعي .
ومن هنا سيظهر لنا جليا ان هدا الفكر رغم ارتباطه بالدين الا انه يجسد وبوضوح فكر القبيلة البدوية التي لا حل لها غير التشديد في كل ما ذكر كشرط لبقائها في فضاء تسوده الفوضى والحروب .
و هدا الفكر المتجاوز جعل من حامليه حفرية انسانية حية لانسان بدائي ازاء انسان اخر تباعد تماما و اختلف كلية رغم انهما يعيشان زمنا متصلا

التالي
السابق
أنقر لإضافة تعليق

0 التعليقات :